فصل: فصل في متشابهات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة القمر:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديث أُبي الواهي السند: «مَنْ قرأ سورة اقتربت في كلّ غِبٍّ بُعث يوم القيامة، ووجهه على صورة القمر ليلة البدر من كل ليلة بل أَفضل وجاءَ يوم القيامة ووجهه مُسفِر على وجوه الخلائق»، وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأ {اقتربت السّاعة} فكأَنَّما قرأ القرآن كلَّه، وكُتِب له بكلّ آية قرأها ثوابُ الدّالّ على الخير». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة القمر مقصودها بيان آخر النجم في أمر الساعة من تحققها وشدة قربها وتصنيفرآن والضحك والبكاء والعمل- إلى طالب علم مهتد به، وإلى متبع نفسه هواها وشهواتها ضال بإهمالها فهو خائب، وذلك لأنه سبحانه وعد بذلك بإخبار نبيه صلى الله عليه وسلم وتحقق صدقه بما أيده به من آياته التي ثبت بها اقتداره على ما يريد من الإيجاد الإعدام، فثبت تفرده بالملك وأيد اقترابها بالتاثير في آية الليل بما يدل على الاقتدار على نقض السماوات المستلزم لإهلاك فإن ذلك بأنه ما بقي يدل على الاقتدار على نقض السماوات المستلزم لإهلاك.. فإن ذلك بأنه ما بقي إلا تأثير آية النهار وعندما يكون طي الانتشار وعموم البوار المؤذن بالإحضار لدى الواحد القهار، وأدل ما فيها على هذا الغرض كله أول آياتها، فلذلك سميت بما تضمنته من الاقتراب المنجم به النجم بالإشارة لا بالعبارة، ولم تسم بالانشقاق لأنه إذا أطلق انصرف إلى الأتم، فالسماء أحق به. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {اقتربت الساعة}:

السّورة مكِّيّة بالاتِّفاق.
وآياتها خمس وخمسون.
وكلماتها ثلاثمائة واثنتان وأَربعون.
وحروفها أَلْف وأَربعمائة وثلاث وعشرون.
فواصل آياتها كلّها على حرف الرّاءِ.
وسمِّيت سورة القمر؛ لاشتمالها على ذكر انشقاق القمر.

.معظم مقصود السّورة:

تخويف بهجوم القيامة، والشكوى من عبادة أَهل الضَّلالة وذلّهم في وقت البعث وقيام السّاعة، وخبر الطُّوفان، وهلاك الأَمم المختلفة، وحديث العاديّين ونكبتهم بالنكباءِ، وقصة ناقة صالح، وإِهلاك جبريل قومه بالصيحة، وحديث قوم لوط، وتماديهم في المعصية، وحديث فرعون، وتعدّيه في الجهالة، وتقرير القضاءِ والقدر، وإِظهارِ علامة القيامة، وبروز المتقين (فى الجنة) في مقعد صدق، ومقام القُرْبة في قوله: {مَقْعَدَ صِدْقٍ}.

.المنسوخ:

فيه آية {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} آية السّيف ن.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة القمر:
420- مسألة:
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} ثم أعاده في القصة الثانية، فما فائدة ذلك؟.
جوابه:
يحتمل وجوها:
الأول: أن الأول وعيد لهم بما تقدم لغيرهم من قوم نوح، والثاني لهم ولغيرهم من بعدهم.
الثاني: أن الأول أريد به عذاب الدنيا، والثاني أريد به عذاب الآخرة، وعبر بلفظ الماضي لتحقق وقوعه.
الثالث: أن الأول فيه حذف مضاف تقديره: فكيف كان وعيد عذابي، والثاني أريد به نفس العذاب بعد وقوعه. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

المتشابه من سورة القمر:
قصة نوح وعاد وثمود ولوط ذكر في كل واحد منها من التخويف والتحذير ما حلّ بهم ليتَّعظ به حامل القرآن وتاليه ويعظ غيره.
وأَعاد في قصة عاد {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} مرّتين؛ لأَنَّ الأُولى في الدنيا والثانية في العُقبى؛ كما قال في هذه القصة: {لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى} وقيل: الأَول لتحذيرهم قبل إِهلاكهم، والثانى لتحذير غيرهم بعد إِهلاكهم..

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة القمر:
اسمها بين السلف سورة اقتربت الساعة.
ففي حديث أبي واقد الليثي «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بقاف واقتربت الساعة في الفطر والأضحى»، وبهذا الاسم عنون لها البخاري في كتاب التفسير.
وتسمى سورة القمر وبذلك ترجمها الترمذي.
وتسمى سورة اقتربت حكاية لأول كلمة فيها.
وهي مكية كلها عند الجمهور، وعن مقاتل: أنه استثنى منها قوله تعالى: {أَمْ يَقولونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ} إلى قوله: {وَأَمَرُّ} [القمر: 44، 46] قال: نزل يوم بدر ولعل ذلك من أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية يوم بدر.
وهي السورة السابعة والثلاثون في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد، نزلت بعد سورة الطارق وقبل سورة ص.
وعدد آيها خمس وخمسون باتفاق أهل العدد.
وسبب نزولها ما رواه الترمذي عن أنس بن مالك قال «سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة فنزلت {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} إلى قوله: {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 1، 2]».
وفي أسباب النزول للواحدي بسنده إلى عبد الله بن مسعود قال: «انشق القمر على عهد محمد صلى الله عليه وسلم فقالت قريش هذا سحر ابن أبي كبشة سحركم، فسألوا السفار، فقالوا نعم قد رأينا، فأنزل الله عز وجل: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] الآيات».
وكان نزولها في حدود سنة خمس قبل الهجرة ففي الصحيح أن عائشة قالت: «أنزل على محمد بمكة وإني لجارية ألعب {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]».
وكانت عقد عليها في شوال قبل الهجرة بثلاث سنين، أي في أواخر سنة أربع قبل الهجرة بمكة، وعائشة يومئذ بنت ست سنين، وذكر بعض المفسرين أن انشقاق القمر كان سنة خمس قبل الهجرة وعن ابن عباس كان بين نزول آية {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] وبين بدر سبع سنين.
أغراض هذه السورة:
تسجيل مكابرة المشركين في الآيات المبينة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن مكابرتهم.
وإنذارهم باقتراب القيامة وبما يلقونه حين البعث من الشدائد.
وتذكيرهم بما لقيته الأمم أمثالهم من عذاب الدنيا لتكذيبهم رسل الله وأنهم سيلقون مثل ما لقي أولئك إذ ليسوا خيرا من كفار الأمم الماضية.
وإنذارهم بقتال يهزمون به، ثم لهم عذاب الآخرة وهو أشد.
وإعلامهم بإحاطة الله علما بأفعالهم وأنه مجازيهم شر الجزاء ومجاز المتقين خير الجزاء.
وإثبات البعث، ووصف بعض أحواله.
وفي خلال ذلك تكرير التنويه بهدي القرآن وحكمته. اهـ.

.قال سيد قطب:

التعريف بسورة القمر:
هذه السورة من مطلعها إلى ختامها حملة رعيبة مفزعة عنيفة على قلوب المكذبين بالنذر، بقدر ما هي طمأنينة عميقة وثيقة للقلوب المؤمنة المصدقة. وهي مقسمة إلى حلقات متتابعة، كل حلقة منها مشهد من مشاهد التعذيب للمكذبين، يأخذ السياق في ختامها بالحس البشري فيضغطه ويهزه ويقول له: {فكيف كان عذابي ونذر}.. ثم يرسله بعد الضغط والهز ويقول له: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.
ومحتويات السورة الموضوعية واردة في سور مكية شتى. فهي مشهد من مشاهد القيامة في المطلع، ومشهد من هذه المشاهد في الختام. وبينهما عرض سريع لمصارع قوم نوح. وعاد وثمود. وقوم لوط. وفرعون وملئه. وكلها موضوعات تزخر بها السور المكية في صور شتى..
ولكن هذه الموضوعات ذاتها تعرض في هذه السورة عرضا خاصا، يحيلها جديدة كل الجدة. فهي تعرض عنيفة عاصفة، وحاسمة قاصمة؛ يفيض منها الهول، ويتناثر حولها الرعب، ويظللها الدمار والفزع والانبهار!
وأخص ما يميزها في سياق السورة أن كلا منها يمثل حلقة عذاب رهيبة سريعة لاهثة مكروبة. يشهدها المكذبون، وكأنما يشهدون أنفسهم فيها، ويحسون إيقاعات سياطها. فإذا انتهت الحلقة وبدأوا يستردون أنفاسهم اللاهثة المكروبة عاجلتهم حلقة جديدة أشد هولا ورعبا.. وهكذا حتى تنتهي الحلقات السبعة في هذا الجو المفزع الخانق. فيطل المشهد الأخير في السورة. وإذا هو جو آخر، ذو ظلال أخرى. وإذا هو الأمن والطمأنينة والسكينة. إنه مشهد المتقين: {إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر}.. في وسط ذلك الهول الراجف، والفزع المزلزل، والعذاب المهين للمكذبين: {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر}..
فأين وأين؟ مشهد من مشهد؟ ومقام من مقام؟ وقوم من قوم؟ ومصير من مصير؟. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة القمر مكية وآياتها خمس وخمسون آية.
بين يدي السورة:
سورة القمر في السور المكية، وقد عالجت أصول العقيدة الإسلامية، وهي من بدئها إلى نهايتها، حملة عنيفة مفزعة على المكذبين بآيات القرآن، وطابع السورة الخاص، هو طابع اللهديد والوعيد، والإعذار، والإنذار، مع صور شتى من مشاهد العذاب والدمار.
ابتدأت السورة الكريمة بذكر تلك المعجزة الكونية، معجزة انشقاق القمر، التي هي إحدى المعجزات العديدة لسيد البشر صلى الله عليه وسلم، وذلك حين طلب المشركون منه معجزة جلية، تدل على صدقه، وخصصوا بالذكر أن يشق لهم القمر، ليشهدوا له بالرسالة، ومع ذلك عاندوا وكابروا {اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} الآيات.
ثم انتقلت للحديث عن أهوال القيامة وشدائدها، بأسلوب مخيف يهز المشاعر هزا، ويحرك في النفس الرعب والفزع، من هول ذلك اليوم العصيب {فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر}.
وبعد الحديث عن كفار مكة، يأتى الحديث عن مصارع المكذبين، وما نالهم في الدنيا من ضروب العذاب والدمار، بدءا بقوم نوح {كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر}.
ثم تلاه الحديث عن الطغاة المتجبرين من الأمم السالفة، الذين كذبوا الرسل، فأهلكهم الله إهلاكا فظيعا، ودمرهم عن بكرة أبيهم، وقد تحدثت الآيات عن قوم (عاد، وثمود، وقوم لوط، وقوم فرعون) وغيرهم من الطغاة المتجبرين بشيء من الإسهاب، مع تصوير أنواع العذاب {كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر} الآيات.
وبعد عرض هذه المشاهد الأليمة- مشاهد العذاب والنكال- الذي حل بالمكذبين لرسل الله صلى الله عليه وسلم توجهت السورة إلى مخاطبة قريش، وحذرتهم مصرعا كهذه المصارع، بل ما هو أشد وأنكى {سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} الآيات.
وختمت السورة ببيان مال المتقين، بعد ذكر مال الأشقياء المجرمين، على طريقة القرآن في الجمع بين الترغيب والترهيب بأسلوبه العجيب {إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر}. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة القمر مكية وقد ذكر نظيرتها في الشامي ونظيرتها في المدني الأخير والمكي المدثر ولا نظير لها في غيرهما.
وكلمها ثلاث مئة واثنتان وأربعون كلمة.
وحروفها ألف وأربع مئة وثلاثة وعشرون حرفا.
وهي خمسون وخمس آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف ولا مما يشبه الفواصل شيء.

.ورؤوس الآي:

{القمر}.
1- {مستمر}.
2- {مستقر}.
3- {مزدجر}.
4- {النذر}.
5- {نكر}.
6- {منتشر}.
7- {عسر}.